الحمد لله ... خلق (الموت) راحة للنفوس الطيبة السعيدة وراحة من النفوس السيئة الخبيثة
ونشهد أن لا اله إلا الله .. جعل الحياة الدنيا الفانية معبرا لحياة أخرى حقيقية باقية يسعد فيها المؤمنون بما أدوه من
طاعات ويشقى فيها الكافرون بما ارتكبوه من سيئات ونصلى ونسلم على سيد الأولين والآخرين الذي كانت حياته عملا
في سبيل الله أضاء به الوجود مؤديا رسالة ربه خير أداء وكان موته راحة له وأية راحة وسعادة له وأية سعادة وهو
المدعو ألا يدخل احد الجنة قبل تشريفها بحلوله
أما بعد
أيها الإخوة والأخوات احبابى في الله أعضاء المنتدى أقدم لكم مواعظ (الموت)
من كتاب عذاب القبر ونعيمة للأستاذ/طه عبد الرؤوف سعد .. من علماء الازهر الشريف وباذن الله سأنقل الكتاب كاملاً
لأني لم أجده على شبكة الانترنت وهو كتاب قيم أحببت أن أقدمه بين أيدكم لعل الله أن ينفع بهذا النقل وهذا اقل ما
أقدمه لكم.
راجية من ذلك ان تخشع قلوبنا لله عز وجل وان نتذكر دائما الحقيقة الغائبة عن اعيننا جميعا حقيقة (الموت)هادم اللذات
ومفرق الجماعات فأن حقيقة الحقائق فى تلك الحياة الزائلة هى (الموت) تلك المصيبة التى لحقت وتلحق وسوف تلحق
كل من دبت فية الروح فكل موجود لابد ان يذوق الموت ويفنى الخلق ولا يبقى إلا وجهه سبحانه وتعالى
يقول الله عز وجل في كتابة الكريم ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل
الجنة فقد فاز) ال عمران :185
«®°®»حياة وموت في الأرض«®°®»
شاء المولى عز وجل أن تكون حياة الإنسان وموته في الأرض .وذلك بعد أن اعترف أدم وحواء بالخطيئة وتابا من الذنب وطلبا
الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى ( بكلمات تلقاها ادم من ربه ) فتاب الله تعالى علية وعلى حواء ولكن قال لهما :
( اهبطا وعدوكما اللعين ابليس إلى الأرض ) فأنة سيكون فيها مستقركم وحياة ذريتكم ومماتهم . فأنكم ستحيون فى
هذة الارض وتعيشون وفيها تقبرون . ومنها تخرجون للحساب
قال تعالى ( قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين . قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم
فى الارض مستقر ومتاع الى حين . قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) الاعراف : 23-25
«®°®»ماهية الحياة الدنيا الفانية «®°®»
ان الله جلت قدرتة وصف الحياة الدنيا بأوصاف كثيرة منها.. ان الحياة فى الدنيا ماهى الا غرور ينقضي سريعا ويزول
كما يلعب الصبيان ساعة ثم يتفرقون قال تعالى ( وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب ) العنكبوت:64
ووصفها أيضا بأنها متاع زائل وكل ما فيها من فتنة ومن مال وبنين وقناطير مقنطرة من الذهب والفضة والأنعام
والزروع كلها شهوات تصور زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية والزائلة
قال تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام
والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المأب ) ال عمران:14
وقال تعالى ( وما أوتيتم من شىء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وابقى أفلا تعقلون ) القصص:60
أذا فالحياة الدنيا شىء باطل لقصر مدتها وفناء لذتها . وهى شغل للانسان يشغلة عن الاخرة .
وعن طاعة الله وذكرة كما انها زينة يتزين بها الجهلاء ومباهاة وافتخار بالمال والولد والاحساب والانساب
ولو كانت الدنيا ذهبا يفنى والاخرة خزفا يبقى لكان مايبقى خير مما يفنى . ولقد خلق الله جلت قدرته (الموت)
والحياة لأختبار بنى ادم وأبتلائهم بالمحن والمصائب ومن اشدها واقصاها مصيبة (الموت) . ولاثبات عظمة الخالق
وقدرتة على الاحياء والاماتة . وانة الذى يتصرف فى السماوات والارض كيف يشاء . وبيدة الملك
((يعز من يشاء ويزل من يشاء ويحيى ويميت)) وهو الذى اوجد فى الدنيا الحياة والموت .
فأحيا من شاء وأمات من شاء
{ وليس الموت فناء وانقطاعا عن الحياة بل هو مرحلة انتقال من دار فانية إلى دار باقية خالدة }
من اجل ذلك وبخ الله تعالى المشركين الذين عبدوا غيرة وهو جل شأنة المستقل بالخلق والرزق
وهو الذى أحياهم بعد أن كانوا عدما ثم يميتهم عند انتهاء أجالهم ثم يحييهم بعد مماتهم للحساب
قال تعالى ( وهو الذى احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ان الانسان لكفور ) الحج:66
لا أريد الإطالة عليكم و أكتفي بهذا القدر ولنا بأذن الله لقاء أن كان في العمر بقاء
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك