وداعا للبرمجيات والموسيقى والأفلام «المعلّبة» نزعة متزايدة في الاعتماد على تحميلها من الإنترنت بتكاليف قليلة
تحميل البرامج والألعاب من الإنترنت، شراء الموسيقى الرقمية والاستماع إليها على مشغلات الموسيقى المحمولة، مشاهدة الأفلام الرقمية مباشرة من الإنترنت، تصفح الكتب والمجلات الإلكترونيّة... كلّ هذه الأمور تشترك في أنّها خدمات كانت موجودة بشكل مادي، وأصبحت تتحوّل شيئا فشيئا إلى الشكل الرقمي. والبرامج والألعاب تباع بشكل علب في المحلات منذ بداية البرمجيات التجارية، والموسيقى تباع منذ ظهور الكاسيت والأقراص الليزريّة، والكتب موجودة في المكتبات والمحلات منذ القدم، أمّا الأفلام فإنّها تباع منذ أيّام على أشرطة الفيديو «سي دي» والـ «دي في دي»، ولكنّ ظهور نزعة كبيرة نحو استخدام الإنترنت في الحصول على هذه الخدمات أصبحت تجعل من هذه الأمور أمرا مألوفا، بل الأمر الطبيعيّ في بعض الحالات. وفي مفاجأة لمعظم المستخدمين والمحللين التقنيين، اعلنت شركة مايكروسوفت لبرامج الكومبيوتر بالإعلان عن قدرة المستخدمين على تحميل نظام التشغيل المقبل ويندوز فيستا Windows Vista ومجموعة برمجيّات مايكروسوفت أوفيس 2007 Microsoft Office 2007 من موقعها على الإنترنت، الحدث الذي يُعتبر الاوّل من نوعه بالنسبة لمايكروسوفت، حيث إنّها كانت تبيع هذه البرمجيّات في السابق بشكل «معلب» فقط. وتأتي هذه الخطوة بعد كانت مايكروسوفت قد قدمت خدمة تحميل برنامج مايكروسوفت «ماليشس سوفتوير ريموفال تول» Microsoft Malicious Software Removal Tool لحماية كومبيوترات المستخدمين من الفيروسات والبرمجيات المتطفلة. وهذه الأمور توضح أنّ عملاقة البرمجيات تستخدم توجها جدّيا في طريقة إيصال منتجاتها إلى المستخدمين. كما تأتي بعد تحميل متصفح فايرفوكس، بأكثر من 290 مليون نسخة منه منذ وقت طرحه حتى الآن. أمّا شركة نينتندو، فهي تقوم وبشكل اسبوعيّ بإضافة ألعاب جديدة على الإنترنت ليقوم المحاكي Emulator المدمج في داخل جهازها ويWii بتحميلها برامج .. من الشبكة * عندما يقوم شخص ما، بمسح المعلومات على قرصه الصلب وإعادة تحميلInstall نظام التشغيل من نقطة الصفر، فإنّه سيحتاج إلى إعادة تحميل الكثير من البرامج، وإن كان الجهاز متصلا بشبكة ما، فإنّ هذه البرامج ستكون على الأغلب موجودة في مكان ما عليها، أو على وحدات تخزين خارجيّة (قرص صلب خارجي أو اصبع يو إي بي U S B، أو يمكن تحميلها من الإنترنت بشكل سريع. ومن الممكن تحميل معظم البرامج بدون الحاجة إلى وجود قرص ليزريّ على الإطلاق. هذا الأمر لم يكن مألوفا قبل بضع سنوات، حينما كان الاعتماد الكليّ يقع على الأقراص الليزريّة، ومن الطبيعي جدّا مشاهدة الناس يقومون بحفظ ملفات التحميل على الأقراص والمحافظة عليها. ولكن عندما تقع الكارثة، هل من الحكمة الاعتماد على تحميل البرامج من الإنترنت، أم هل من الأفضل استخدام الأقراص الليزريّة؟ بعض الناس تعتقد بأنّ استخدام الأقراص هو الحلّ الأمثل، خصوصا عندما يجب تشغيل الجهاز باستخدام قرص خاصBoot Disc أو عندما لا تكون هنالك مساحة كافية على القرص الصلب لتخزين ملفات التحميل لمعظم البرمجيّات. لكنّ هذا الأمر هو حالة خاصة، إذ إنّه يتطلب وجود قرص لتشغيل الجهاز من نقطة الصفر، الأمر الموجود أصلا على قرص نظام التشغيل نفسه (حتى الآن، إذ من الممكن أن يصبح نظام التشغيل موجودا على الإنترنت فقط، وليس على قرص المستخدم). أمّا بالنسبة لمساحة القرص الصلب الصغيرة، فإنّ أسعار الأقراص الصلبة عالية السعة أصبحت منخفضة جدّا، بالإضافة إلى أنّه من الممكن مسح البرنامج بعد تحميله من الإنترنت على الجهاز لتوفير المساحة، ثم ايضا فإن المحافظة على قرص ليزريّ واحد وحمايته من الخدوش والضياع هو أمر ليس بالسهل، ناهيك عن الصعوبة في المحافظة على البرامج الموجودة عليه لتبقى في أحدث إصداراتها (من الممكن أن يكون إصدار أحد البرامج الموجودة على القرص قديما مقارنة بالإصدار الحالي الموجود على الإنترنت). هذا وتساهم خدمة التحميل من الإنترنت بخفض أسعار البرمجيات بشكل كبير، نظرا لأنّ الشركة المصنعة لن تحتاج إلى وضع البرنامج على أقراص وطباعة كتيّبات الإرشادات (التي قد تكون ملوّنة)، وصنع علبة لافتة للنظر وتغليفها وشحنها إلى كافة بلدان العالم، والتأمين على الشحنات الجويّة أو البريّة أو البحرية من الحوادث أو التلف. هذا وتسرّع هذه النزعة من سرعة وصول المنتج إلى «أيدي» المستخدمين، إذ يمكن شراء برنامج ما في يوم طرحه في الأسواق، ولا يعود هنالك أي سبب يتطلب من المستخدم الانتظار إلى حين وصول البرنامج عبر البريد أو الحصول عليه من المتاجر. الجدير ذكره أنّ معظم الشركات المصنعة للبرامج تقوم بمنح المشترين الإلكترونيين كتيّبات إرشاد رقمية موجودة على صفحة البرنامج، وبشكل مجاني. هذا ويمكن للمستخدم طلب إرسال كتيّب الإرشادات بشكل مطبوع مقابل مبلغ ماليّ إضافي، لكنّ معظم المستخدمين يقومون بطباعة الكتيّبات على طابعاتهم الشخصيّة إن احتاجوا إلى نسخة ورقيّة. ويقوم الكثير من الشركات بمنح المستخدمين القدرة على شراء نسخة مادية من البرنامج على قرص كنسخة احتياطيّة بعد شراء البرنامج من الإنترنت، مقابل مبلغ بسيط. وإن نسي المستخدم رقم تسجيل البرنامجSerial Number فيمكنه طلب الرقم من الشركة عن طريق زيارة موقع البرنامج أو إرسال بريد إلكترونيّ إلى قسم الدعم الفنيّ للشركة، نظرا لأنّ معظم الشركات التي تبيع برامجها بشكل رقميّ تقوم بالاحتفاظ بأرقام تسجيل المشترين في قواعد بياناتDatabase خاصة بها، ولذلك فإنّه لا يوجد أيّ خطر في ضياع رقم التسجيل الخاصّ بالمستخدم، الأمر غير الموجود في النسخ المعلبة، إذ إنّ أرقام التسجيل موجودة على شكل قصاصات ورقية في داخل العلبة فقط (عملية تفعيل البرنامجActivation تقوم بالتأكد من أنّ رقم التسجيل الموجود لدى المستخدم هو رقم أصليّ وليس مزورا، على خلاف عملية تسجيل البرنامجRegistration التي تقوم بتعريف الشركة المصنعة بالمستخدم وبرنامجه ورقمه السريّ، الأمر الذي لا يقوم به معظم المستخدمين). تحميل سريع * وبسبب ازدياد سرعة الاتصال بالإنترنت وانخفاض التكاليف، فإنّ تحميل برامج كبيرة الحجم أصبح أمرا يسيرا، إذ يمكن تحميل 400 ميغابايت في زمن يتراوح بين 20 و45 دقيقة، أي أقلّ من الزمن اللازم للذهاب إلى متجر ما وشراء البرنامج منه والعودة به إلى المنزل. ولكنّ البرامج الكبيرة في الحجم، مثل أدوب كريتف سويت Adobe Creative Suite، الذي يصل حجمه إلى 5 غيغابايت ما تزال تحتاج إلى وقت طويل للتحميل، لكنها ليست بمشكلة عويصة على من يستخدم الاتصال عالي النطاق بالإنترنت Broadband Connection. ويمكن استخدام برامج خاصة لإدارة التحميل Download Managers تقوم بإكمال تحميل الملف من مكان انقطاع التحميل، إن انقطع الاتصال بالإنترنت لسبب ما، وعدم إعادة تحميل الملف من نقطة الصفر، مثل برامج غيت رايتGetright وداونلود أكسيليريتر Download Accelerator. وبالنسبة لشركة أدوب فإنّها تقوم بإرسال نسخة معلبة بديلة (عن طريق البريد) للمستخدم لقاء مبلغ يتراوح بين 10 و 20 دولارا أميركيا (حسب عدد الأقراص)، إذ إنّ الشركة تقوم بتخزين معلومات مستخدميها. لكن لا يُنصح بالاعتماد على الشركات المصنعة للبرامج، إذ إنّه من الأفضل تخزين أرقام التسجيل على ملف على القرص الصلب، أو وضع هذا الملف على وحدة تخزين خارجية أو إرساله عبر رسالة إلكترونيّة إلى بريد المستخدم، ليبقى في متناوله. ولا يمكن أن ننسى بأنّ تحميل البرامج من الإنترنت فسح المجال أمام الشركات الصغيرة، وحتى الأفراد أصحاب المواهب البرمجية، بطرح برامجهم أمام المشترين والمنافسة مع الشركات الكبيرة التي تستطيع تحميل التكاليف الباهظة في صنع العلب والأقراص لمنتجاتها. وبوجود صفحات إنترنت مجانية تستضيف الملفات، أصبح بإمكان أيّ طالب أو مبرمج موهوب أن يقوم بعمل صفحة خاصة ببرنامجه وبيعه على الإنترنت، لتصبح المنافسة تعتمد على محتوى البرنامج، لا على وجوده على أرفف المحلات. وبهذا يمكن لأيّ مبرمج أن يقوم بصنع وبيع برنامجه من دون أي تكاليف تُذكر. ومن هذه البرامج برامج المحاكيات Emulators التي تقوم بجعل الكومبيوتر يتصرف كآلة مختلفة تماما، والتي يتم توزيع معظمها بشكل مجاني (مع وجود نص البرمجة الأصلية للتحميل، كمرجع للمبرمجين الآخرين)، أو برنامج إدارة التحميل ليتش غيت LeechGet المجانيّ. وهنالك أيضا الكثير من المواقع التي تقدّم للمستخدم خدمات البرمجيّات على الإنترنت والتي تعتمد على تقنية أجاكس Asynchronous JAvascript and XML AJAX التي تسمح لبرمجيّات الإنترنت بمقاربة الشكل والتصرّف كالبرمجيّات المحمّلة على سطح المكتب، مثل صفحات زوهو رايتر Zoho Writer ورايتلي Writely وأجاكس رايتAjax Write التي تقدم خدمات للتحرير النصوص، أو غوغل سبريدشيتس Google Spreadsheets وزوهو شيتZoho Sheet التي تقدم خدمات لجداول الحسابات. وهنالك أيضا مواقع غوغل نوت بوك Google Notebook وباكباك اتBackpack It التي تقدم خدمات لتسجيل الملاحظات والمعلومات التي يحصل عليها المستخدم أثناء تجواله على الإنترنت، من مواقع كاملة إلى أجزاء منها أو حتى بعض الصور والأفلام والموسيقى، عن طريق صنع «دفاتر ملاحظات» وإعادة ترتيبها بأيّ شكل يناسب المستخدم. أمّا مواقع تقويم غوغل Google Calendar 30 بوكسيز 30 Boxes وكالندرهابCalndarHub فإنّها تبسط مهمة تنظيم جداول المستخدمين الزمنيّة. هذه المواقع كلها تُغني المستخدمين عن شراء البرامج المكتبيّة، للقيام بالمهامّ على الإنترنت. وقد تمتد هذه النزعة لتشمل معظم البرمجيّات التي يستخدمها الناس. موسيقى وأفلام * وبالنسبة للموسيقى، فإنّ الكثير من المستخدمين يقومون بشرائها بشكل رقميّ نظرا لانتشار مشغلات الموسيقى، وخصوصا مشغل «آي بود» الذي يسمح للمستخدم بشراء الأغاني عن طريق برنامج «آي تيونس» بشكل سهل جدّا، وبأسعار مناسبة. هذه الطريقة تناسب أيضا من يريد شراء أغنية واحدة أعجبته في ألبوم لفنان ما، ولا يريد شراء الألبوم كلّه، وبالتالي يقوم بدفع مبلغ بسيط جدّا (يتراوح بين أقلّ من دولار واحد ودولار ونصف) لقاء تلك الأغنية. ولا يمكن أن ننسى سرعة تحميل ملفات الأغاني نظرا لصغر حجمها (بمعدل1ميغابايت لكلّ دقيقة)، حتى لمستخدمي الاتصال البطيء (زمن تحميل أغنية واحدة على المودم يتراوح بين 10 و 20 دقيقة). وبالنسبة للموسيقى، فإنّ شعبيتها على الإنترنت كبيرة، نظرا لانعدام الحاجز الجغرافيّ، إذ يمكن لشخص ما شراء أغنية لفنان يغني بلغة مختلفة عن البلد الذي يسكن فيه، مثل أن يقوم مستخدم موجود في جنوب أفريقيا بشراء أغنية لفنان روسيّ أو برازيليّ، الأمر الذي يُعتبر صعبا في حالة البحث عن قرص ليزريّ في ذلك البلد أو أيّ بلد آخر. هذا وقد وصلت مبيعات الموسيقى عبر الإنترنت في العام الماضي إلى 2 مليار دولار أميركيّ، وتمت مضاعفة عدد الأغاني التي يتمّ بيعها على الإنترنت لتصل إلى 4 ملايين أغنية. وتمنح الكثير من البرامج سهولة كبيرة للمستخدمين في شراء الموسيقى التي يريدونها وتحميلها على مشغلات الموسيقى الخاصة بهم أو حتى نسخها على قرص ليزريّ، وبدون وجود الحاجة إلى خبرة تقنية لدى المستخدم، الأمر الذي يزيد من شعبيّتها بشكل كبير. هذا ويعاني الكثير من المستخدمين، الذين ليست لديهم خبرات تقنية، من تحويل أغانيهم الموجودة على أقراص ليزريّة إلى ملفات رقميّة ليستمعوا إليها عن طريق مشغلات الموسيقى المحمولة أو حتى عبر كومبيوتراتهم الشخصيّة. الجدير ذكره أنّ الكثير من الفرق الموسيقيّة تقوم بطرح ألبوماتها للمستخدمين ليقوموا بتحميلها في يوم طرحها (أو قبل بضعة أيّام من طرح الألبوم في الأسواق) مقابل مبالغ معقولة (مقاطع الفيديو الخاصة بأغانيهم تُطرح مجانا في معظم الأحيان)، الأمر الذي يفسح المجال أمام المعجبين بالحصول على الموسيقى التي يحبونها في نفس الوقت في العالم كلّه. وتتيح هذه الطريقة فرصة كبيرة للفرق الناشئة بالحصول على فرصة عادلة لنشر موسيقاهم، لعلّها تصل إلى القرص الصلب لشركة تسجيل ما لتقوم برعايتهم لتسجيل ألبوم كامل. الجدير ذكره أنّ هذه الفرق غالبا ما تقوم بوضع ملفات أغانيها في منتديات مشهورة وبشكل مجانيّ، لتنشر اسم الفرقة بشكل أكبر. أمّا بالنسبة لتحميل الأفلام، فإنّه يختلف قليلا عن تحميل الموسيقى، نظرا لأنّ أحجام الأفلام أكبر من أحجام ملفات الموسيقى، ولكنّ ظاهرة تحميل الأفلام من الإنترنت منتشرة بشكل كبير، خصوصا مع دعم الكثير من الاستوديوهات (خصوصا ديزني) لبيع الأفلام على الإنترنت. هذا وانتشرت الكثير من المواقع التي تقوم ببيع الأفلام للمستخدمين لقاء مبالغ بسيطة لمشاهدة الفلم لعدد محدد من المرّات، مقارنة بشراء الفلم على شكل قرص من الأسواق مقابل مبالغ تتراوح بين 15 إلى 20 دولارا أميركياّ. هذا ويمكن الحصول على أفلام قديمة بأسعار بسيطة، ناهيك عن صعوبة العثور عليها بشكل أقراص في الأسواق. ومع ازدياد سرعات الاتصال بالإنترنت، فإنّ الكثير من المستخدمين لا يمانعون في تحميل 600 أو 700 ميغابايت لمشاهدة الفلم الذي يريدونه، بل انّ البعض يستطيع مشاهدة الفلم أثناء تحميله، حيث يتمّ تحميل 10دقائق في البداية، ثم يعرض محتوى الفلم الذي تمّ تحميله أثناء تحميل ما تبقى، وهكذا. مخاطر التحميل * ولكنّ هذه النزعة الإلكترونيّة في التحميل تحتوي على بعض المخاطر، إذ انّ تناقل الملفات الرقميّة بين الناس أمر سهل، والكثير من الشركات تعاني من القرصنة لملفات الموسيقى والأفلام، الأمر الذي يتطلب منها ابتكار تقنيات لحماية ملفاتها من النسخ والانتشار غير القانونيّ، والمحافظة على حرية المشتري في تشغيل موسيقاه وأفلامه أينما يريد. الطريق وعرة للشركات المصنّعة، ولكنّه ممهد للناشئين. ويمكن اعتبار أنّ مجرّد وجود هذه النزعة المتزايدة يعطي خيارا أوسع للمشتري في الحصول على ما يريده وبالطريقة التي تناسبه. الكتب الرقمية.. لا تحتاج الى شحن ولا تثقل القارئ بوزنها * فيما يتعلق بالكتب فإنّ شحن النسخ الورقيّة منها غالبا ما يكون مكلفا، خصوصا إن تمّ شحنها من بلد لآخر، وذلك بسب ثقل وزن الورق. وظهرت مواقع كثيرة تقوم ببيع الكتب والمجلات بشكل إلكترونيّ، ليقوم المستخدم بتحميلها على جهازه وتصفحها. الجدير ذكره أنّ أحجام الكتب والمجلات الإلكترونيّة ليست كبيرة، نظرا لأنّ محتواها يكون نصا أكثر منه صورا، وبالتالي فإنّ أحجامها تتراوح بين 4 و40 ميغابايت، حسب عدد الصفحات والصور. الميّزة الأخرى الموجودة في الإصدارات الإلكترونيّة هي سهولة البحث عن كلمة محدّدة، وذلك عن طريق استخدام خاصية البحث في قارئ الكتب الإلكترونيّة التي تأخذ على عاتقها البحث عن الكلمة بين آلاف الكلمات، وفي ثوان معدودات فقط، الأمر الذي يصعب عمله في الإصدار الورقيّ المكوّن من 800 صفحة. الجدير ذكره أنّ الكثير من الكتب والمجلات الإلكترونيّة موجودة على شكل ملفات بي دي إفPDF التي يستطيع برنامج أدوب أكروبات ريدر Adobe Acrobat Reader المجانيّ التعامل معها. وبالنسبة لشركة كويك بوكس Quickbooks لبيع الكتب، فإنّ حوالي 45% من زبائنها يقومون بشراء الكتب بشكل إصدار إلكترونيّ. ويبقى أن يقرّر المستخدم طريقة شراء البرنامج. ولمعرفة الطريقة الأنسب له يجب أن يعرف بعض المعلومات: إن كان البرنامج كبير الحجم، أو إن كان بالإمكان الحصول على نسخة إضافية في حال ضياع النسخة الأصلية فإنّ شراء نسخة معلبة هو حلّ مناسب جدّا. أمّا إن كان حجم البرنامج صغيرا نسبيّا، أو إن كان حجم كتيّب الإرشادات كبيرا، أو إن كانت الشركة المصنعة تستطيع توفير رقم تسجيل جديد عند طلب المستخدم له، فإنّ شراء نسخة رقمية منه هو الحلّ الأنسب. وهنالك ميزة مهمّة لتحميل الكتب والبرمجيات الإلكترونيّة، تتمثل في أنّ المستخدم ليس مضطرا إلى تخزين علب البرامج والكتب الورقيّة في المكتبات أو الأرفف أو الخزائن، أو حتى حمل العشرات منها معه إن أراد تغيير مكان سكنه في نفس المدينة أو السفر إلى مدينة أخرى. وكمثال على ذلك، فإنّ أراد مستخدم الانتقال إلى بلد آخر للعمل أو للعيش فيه، فيمكنه بيع كومبيوتره المكتبي وشراء كومبيوتر آخر في البلد الجديد، وتحميل البرامج من الإنترنت في الوقت الذي يريده وتسجيله فورا، أو وضع مكتبته الرقمية على وحدة تخزين صغيرة من نوع يو إس بي USB، والتي لا يتجاوز وزنها بضعة غرامات فقط، وحملها معه. هذه الميزة تخفف على المستخدم الكثير من الوزن والحجم أثناء عملية الانتقال.